“المستقبل” يطلق ماكينته الانتخابية.. وسعد “راجع”

تأكيداً لما سبق وأُشير إليه مراراً، تفيد معلومات “الدّولة” من أكثر من مصدر معني، بأن “تيار المستقبل” دخل السوق الانتخابية بشكل جدّي، وأطلق ماكينته، إنّما “على الناعم“…
دعا الأمين العام لـ”تيار المستقبل” أحمد الحريري منسّقي المناطق وأعضاء المكتب السياسي إلى اجتماعات في العاصمة بيروت، أبلغهم خلالها القرار الحاسم بخوض الانتخابات النيابية المقبلة. غير أنّ الكيفية أو الآلية التي سيخوض عبرها “المستقبل” غمار السباق لا تزال قيد الدرس.
اجتماعات وتحضيرات مبكرة
في هذه الاجتماعات، التي شملت أيضاً الموظفين القلائل الباقين، كشف أحمد الحريري أمام المجتمعين عن قرار الرئيس سعد الحريري بعدم الترشح للانتخابات، لكنه أكد أنه سيحضر إلى لبنان وسيجري جولات على مختلف المناطق التي يتمتع فيها بشعبية وتأثير. ورغم أنه لم يحدّد موعد هذه الجولات، تشير المعلومات إلى احتمال تنظيمها خلال زيارته المرتقبة لإحياء ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 شباط.
تسريبات مدروسة واختبار للرأي العام
بدأ “المستقبل” عملية تسريب أسماء مرشحين ومرشحات محتملين عبر المنصات الإخبارية ومواقع التواصل، ينتمي معظمهم إلى الحلقة الضيقة المحيطة بالأمين العام، وذلك للتأكيد على أن التيار “نازل ع الانتخابات”. وفي الوقت نفسه، يسعى التيار إلى جسّ النبض الشعبي واستدراج عروض التحالفات لدراستها، سواء مع نخب وشخصيات ترغب في الترشح ضمن لوائح مدعومة من التيار الأزرق، أو مع قوى سياسية تبحث عن رافعة سنّية، حيث يشكّل “المستقبل” الرافعة الأقوى والأكثر تأثيراً باعتراف مختلف القوى.
بيروت في صدارة الحسابات
تفيد المعلومات أن أمين عام “المستقبل” أحمد الحريري يدرس الترشح في دائرة بيروت الثانية على المقعد الذي كان يشغله الرئيس سعد الحريري، إذ يعتبر أن ترشيح والدته السيدة بهية الحريري في دائرة “صيدا – جزين” حالة خاصة تعبّر عن استمرارية البيت السياسي، ما يفرض اختيار شخصية مركزية في العاصمة، بما لها من رمزية وأهمية كمركز للقرار السياسي، وكعاصمة احتلت مكانة استثنائية في وجدان الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
مشاورات و”بوانتاجات” دقيقة
يتعامل أحمد الحريري مع قرار الترشح بجدية، ويجري مشاورات دقيقة قبل الإقدام على هذه الخطوة، خصوصاً في ظل غياب شخصية بديلة تملك القدرة على الاستقطاب والتأثير في جمهور “المستقبل”.
عودة الحيوية إلى الساحة السنيّة
تحرك “المستقبل” يعيد الحيوية إلى الاستحقاق الانتخابي، ويخرجه من حالة “الكمون” السلبي التي التزمها منذ تعليق سعد الحريري العمل السياسي، وهي الحالة التي ألقت بظلالها على التمثيل والمشروعية، وأسهمت في تفريغ الساحة السنية من السياسة.



