ADAWLAADAWLAADAWLAADAWLA
  • الرئيسية
  • خاصّ – الدّولة
  • مَحلّي
  • عربي-دولي
  • Podcast
✕

إبراهيم الأمين ومحمود قماطي: من نصدّق؟

14.09.2025
Categories
  • خاصّ - الدّولة
Tags
  • إبراهيم الأمين
  • إسرائيل
  • الحزب
  • السلاح
  • حزب الله
  • سلاح الحزب
  • نواف سلام
فراس حميّة

كاتب لبناني متخصّص في الشؤون الثقافية والاجتماعية

  • من يريد الحرب أكثر: الحزب.. أم إسرائيل؟
  • متى يصارح "الحزب" الجنوبيّين بأنّه لا مال ولا إعمار ولا أمان؟
  • تصويت المغتربين: 19 مجموعة خارجية "تنغل"... المعركة تتصاعد

يحتار المتابع للمشهد السياسي من أين يستقي الحقيقة لمعرفة ما يجري في كواليس حزب الله والثنائي الشّيعي، بهدف بناء موقف من القضايا. فهل نصغي إلى تهديدات إبراهيم الأمين في جريدة “الأخبار”؟ أم إلى اللّغة الدبلوماسيّة الهادئة على لسان محمود قماطي؟ الّذي قال قبل يومين “لا مشكلة لحزب الله مع السعودية”، في حين يهاجم الأمين المبعوث السّعودي الأمير يزيد بن فرحان يومياً ويتّهم السّعودية بأنها تنسّق مع إسرائيل ضدّ لبنان.

هل هذا التناقض في التّوجه إلى جمهور حزب الله هو مجرّد توزيع أدوار، بحيث يكون لكل خطاب جمهوره وأهدافه؟ أم أنّ ما تبقّى من إعلاميي “الممانعة” يسرحون ويمرحون، مطلقين ما شاء لهم من المواقف السّياسيّة بمعزل عن الخطاب الرّسمي للثّنائي الشّيعي، وللحزب تحديدًا؟

وأمام هذا المشهد، يتساءل المتابع عن جدوى هذا النّهج الذي يعبّئ الشّارع الشّيعي ويشحنه حتى النّخاع، دافعًا إيّاه إلى حافّة الهاوية. وهو ما يفعله ابراهيم الأمين. إذ يتم اللعب على مشاعره وأفكاره، وتحشيد الشّيعة ضد العالم وكأنّ هناك مؤامرة كونيّة من ثمانية مليارات إنسان هدفها الوحيد ضرب مليون شيعي في لبنان! ناهيك عن أنّ هذا الإعلام، على ما يبدو، لم يتّعظ بعد، ولم يراجع نفسه أو يعقد جلسة نقد هادئة… كما أنّ حزب الله لم يخطُ خطوة جدّيّة لوضع خطابه الإعلامي على السّكة الوطنيّة المتّزنة، البعيدة عن لغة التّهديد والتّخوين.

خطاب الخير والشّر

الأمثلة كثيرة. نستعير هنا مقتطفات من مقال إبراهيم الأمين في جريدة الأخبار بعنوان: “وثائق دبلوماسية تكشف التزامات عون وسلام المبكرة بنزع السّلاح/ السّعودية الأكثر تطرّفًا وتهوّرًا: واجهوا حزب الله ولا تخشوه”، والذي نُشر في 13 أيلول الجاري.

يقول الأمين في مقاله: “أهل الحكم في لبنان يسيرون وفق الخطّة المرسومة أميركيًا، والّتي تحظى برعاية سعوديّة، لتلبية مطالب إسرائيل”، والّتي تهدف بطبيعة الحال إلى نزع سلاح حزب الله.

بمجرد جملة واحدة، وضع إبراهيم الأمين “أهل الحكم في لبنان” في خانة من يعملون لتلبية المطالب الإسرائيليّة، بما يعنيه ذلك من اتهام بالصّهيَنَة وغياب القرار الوطني، وانعدام الغيرة على مصلحة البلد، وارتهانهم للمصالح الإسرائيليّة بدلًا من اللبنانيّة.

تقسيم البشر إلى وطني وخائن

كل ذلك ضمن سرديّة تقسّم البشر تقسيمًا عاموديًا ساذجًا: بين الخير والشّر، الوطني والإسرائيلي، الحليف والعدو. فالحليف بالنسبة إلى إبراهيم الأمين هو فقط من يوالِي حزب الله، أمّا سائر القوى السياسيّة فهم، برأيه، متآمرون، صهاينة، ويخدمون مشاريع غير وطنيّة. بكلمة واحدة يصبحون “غير وطنيّين”.

فجوزاف عون، وفق هذا المنطق، يُصوَّر كمن لا يحب وطنه، ونوّاف سلام يصبح من يسعى لتنفيذ المطالب الإسرائيليّة، وسمير جعجع يُتهم بالتّطبيع أو “التّصهيُن”.

عيش مشترك مع “أعداء الداخل”!

والأخطر أن هذا الإتهام لا يستثني حلفاء الأمس من قيادات سنيّة ومسيحيّة ودرزيّة ممن عدّلوا خطابهم بعد توقيع اتفاقية وقف الأعمال العدائيّة وحتى اليوم. فالنّائب فيصل كرامي، والنّائب حسن مراد، والنّائب طوني فرنجيّة، والوزير السّابق وئام وهاب، وعشرات النّوّاب الآخرين، والوزراء السّابقين، وحتّى جمهرة من الإعلاميين باتوا اليوم، بحسب خطاب إبراهيم الأمين، “أعداء الحزب” يعملون لصالح الأجندة الإسرائيليّة لمجرّد أنّ لهم رأيًا يخالف رأي الحزب فيما خص حصريّة السّلاح بيد الدّولة.

بالمحصّلة، يندرج خطاب إبراهيم الأمين ضمن مبدأ واضح: كن مع المقاومة وافعل ما تشاء. يمكنك أن ترتكب ما تشاء من أخطاء سياسيّة أو أخلاقيّة وتبقى وطنيًا، طالما أنك تجاهر إعلاميًا بضرورة بقاء السّلاح. أما من يطالب بحصريّة السّلاح، فهو حُكمًا، وفق هذا الخطاب، ينفّذ المطالب الإسرائيليّة.

رؤساء بلا قرار؟

ويقول إبراهيم الأمين أيضًا: “الثّنائي عون وسلام لا يملكان حريّة التفكير أو القرار المستقل، وأنهما في هذه المرحلة لا يختلفان البتّة عن سمير جعجع”.

نحن إذن، بحسب الأمين، أمام دمى لا أمام رؤساء وقيادات وطنيّة، أمام أشخاص فاقدي الأهليّة، لأنهم، كما يقول: “لا يملكان حريّة التّفكير أو القرار المستقل”. ويستخدم الأمين مصطلح “أعداء المقاومة في الداخل”، وهو توصيف يتجاوز الخلاف السّياسي ليحوّلهم إلى أعداء حقيقيّين، والعدو، بطبيعة الحال، يجب معاملته كما تُعامَل القوى المعادية في الخارج. فكيف يمكن البحث مع “أعداء الداخل” حيال استراتيجيّة دفاعيّة أو بناء دولة أو الحديث عن عيش مشترك ووحدة وطنيّة!

تمنيات الأمين أم تقيّة قماطي؟

بهذه السرديّة المبسّطة يتم حشد الشّارع الشّيعي ضد الآخرين، ودفع الشّبّان إلى الشّوارع ليلًا لتهديد السلم الأهلي، مع حملات تخوين وشتم لكلّ مخالفٍ. في المقابل، نجد الخطاب الدبلوماسي لنائب رئيس المجلس السّياسي في حزب الله محمود قماطي، وأقتبس منه هنا: “ندعو لاستراتيجية أمن عربي ومن ضمنها استراتيجيّة أمن وطني”.

فهل يستقيم الحديث عن استراتيجيّة عربيّة مع دول يصنّفها إبراهيم الأمين على أنها صهيونيّة؟!

هناك احتمالان لا ثالث لهما: إمّا أن كلام الأمين خاطئ ومتحامل على الدّول الخليجيّة و”أعداء الدّاخل”، وإمّا أنّ خطاب قماطي مليء بالتّقيّة ويهدف فقط إلى تمرير المرحلة.

ثم يتابع قماطي بالقول: “بعض مواقف نوّاف سلام وطنيّة”. بينما بالنّسبة للأمين، فإن رئيسَي الحكومة والجمهوريّة ينفّذان، بحسبه، مطالب أميركيّة وسعودية لصالح إسرائيل.

تناقضات مفتوحة على التّفسير

يمكن الاستفاضة في ضرب الأمثلة واستعراض التّناقضات بين هذين الخطابين، أي خطاب الأمين وخطاب قماطي. ويبقى للقرَّاء والجمهور الشّيعي حرّيّة الاسترشاد بمن يرونه مناسبًا وأهلاً للاسترشاد وخيرًا للمصلحة الوطنيّة.

Share

مواضيع مشابهة

02.11.2025

العودة والإعمار: الجنوبيّون يسابقون الزّمن وحسابات السّياسة


Read more
01.11.2025

أيّها الموت… كن وطنياً!


Read more
01.11.2025

لوركا سبيتي تهاجم “الآباء الشعراء”: مجرمون… تركونا أيتاماً


Read more
‎© 2025 الدولة | جميع الحقوق محفوظة | مدعوم بحرية التعبير