المقاومة: فعلٌ إنسانيٌ.. لا بطاقة حزبية
المقاومة ليست انتماءً إلى جهةٍ معينة، ولا بطاقة عضوية تُحمل في الجيب، ولا صورة زعيم تُعلّق على الحائط، ولا شالاً يُلقى على الكتف وينتهي الأمر. ليست لها أيديولوجيا محدّدة أو شكل واحد أو تاريخ بعينه. إنها تولد حيث يكون الظلم والقهر والاحتلال، وتأخذ الشكل الذي تراه مناسباً لمواجهته.
علي أحمد بركات
المقاومة سلوكٌ إنساني المقاومة هي سلوك إنساني قبل أن تكون خياراً سياسياً. هي فعلٌ يوميٌّ مستمر، تبدأ بتربية النفس على الصدق والنزاهة، والعمل على تثقيفها وتهذيبها. هي أن تحترم الاختلاف بينك وبين الآخرين، وأن تقدّر آراءهم وتجادلهم بأدبٍ واحترام. هي أن تكون صاحب رأي حرّ، تشير إلى مكامن الخلل في الدائرة التي تعيش فيها، لأنّ السكوت عن الخطأ غشّ، والتغاضي عن الفساد خيانة.
مقاومة بلا مذهب إنّ محاولة حصر المقاومة في أيديولوجيا معينة أو واقعةٍ محدّدة، وربطها بخط سياسي أو طائفي، خطأ فادح. فالمقاومة وُجدت للدفاع عن الإنسان والحرية، لا عن حزب أو مذهب. إسقاط الأيديولوجيا عليها أضعف معناها، وجعلها طائفية ومذهبية بعد أن كانت إنسانية وعامة.
تصحيح المسار واجب الإشارة إلى الأخطاء التي ارتكبت باسم المقاومة ليست ترفاً فكرياً، بل واجب وطني وأخلاقي على كلّ مسؤول ومؤمن بمفهوم المقاومة الحقيقي. من لا يرى في كل ما جرى أي مشكلة، ومن يرفض الإصغاء إلى النقد، فالمشكلة عنده هو لا عند الآخرين.
المقاومة ملك للجميع المقاومة ليست ملكاً لأحد. إنها حالة تراكمية مستمرة، ملكٌ للناس جميعاً، وملكٌ للإنسانية. هي روحٌ لا تُختَزَل في شعارٍ أو راية، بل تُقاس بمدى قدرتها على الدفاع عن الكرامة والعدالة والحرية في كل زمان ومكان.
