ADAWLAADAWLAADAWLAADAWLA
  • الرئيسية
  • خاصّ – الدّولة
  • مَحلّي
  • عربي-دولي
  • Podcast
✕

متى يصارح “الحزب” الجنوبيّين بأنّه لا مال ولا إعمار ولا أمان؟

28.10.2025
Categories
  • خاصّ - الدّولة
Tags
  • إسرائيل
  • إعادة الإعمار
  • الجنوب
  • الحرب
  • الحرب على لبنان
  • الحزب
  • حزب الله
  • لبنان
فراس حميّة

كاتب لبناني متخصّص في الشؤون الثقافية والاجتماعية

أكثر ما يؤلم هو رؤية الجنوبيّين والبقاعيّين وأهل الضاحية يصرخون طلبًا للحق، بينما من أوصلهم إلى الخراب يتحدث باسمهم.

 

القصف لم يدمّر المنازل فقط، بل ضرب أرزاق النّاس ومصادر عيشهم، فيما تتصاعد الخسائر إلى ملايين الدّولارات. والوجع لا يُختصر بعبارة “قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق”، لأنّ النّاس اليوم خُسف بهم رزقهم وأمنهم معًا، بينما يتكرّر الشّعار المملّ: “وينيي الدّولة؟”.

من صاغ شعار “وينيي الدّولة”؟

ما لا يدركه كثيرون أنّ عبارة “وينيي الدّولة” لم تولد عفويّة، بل وُلدت في مختبر سياسيّ يملكه الثّنائي الشّيعي، لتُستعمل وقت الحاجة ضدّ الدّولة نفسها. فيوم رفض الثّنائي الحلول الأميركيّة عبر هوكستاين، ويوم قرّر الحرب من دون علم الدّولة، لم يكن مؤمنًا بالدّولة. أمّا اليوم، وبعد الهزيمة، فجأة أصبحت الدّولة مسؤولة ومطالبة بالتّعويض والإعمار!

واجبات الدّولة… وواجبات من عطّلها

من الطبيعي أن يطالب المواطن دولته بحقوقه، لكن هل يجوز لمن عطّل الدّولة أن يحمّلها الآن مسؤوليّة ما جرى؟ من يملك قرار الحرب والسّلم هو نفسه من يعطّل قرار التّعويض والإعمار. لماذا؟ لأنّ الحرب لها اقتصادها ولأن السّلم له اقتصاده، والإثنان في غير الممكن اليوم. وحتى لو كانت لدى الدّولة نيّة صادقة لإعادة البناء، فهل يمكن تحقيق ذلك في بلدٍ لا أمان فيه ولا سيادة ولا سلطة على الأرض؟

المستحيل يُقدَّم كوعود

الثّنائي الشّيعي يخشى قول الحقيقة للنّاس: لا قدرة له ولا للدّولة ولا لأي شركة على إعادة الإعمار في ظل هذا الوضع. فحتى لو وُجد المال، من يجرؤ على إدخال الآليات إلى القرى تحت القصف؟ ومن سيخاطر بحياته ليزيل الرّكام؟ ومع ذلك، يصرّ الثّنائي على تضليل الناس بدل مصارحتهم، فيلقي اللّوم على الدّولة وكأنّها الجهة الغائبة عن المشهد..

من الحرب إلى الشّحادة

المفارقة أنّ “الحزب” يريد من الدّولة أن تُعيد الإعمار، ومن إسرائيل أن تنسحب، ومن السّعودية أن تفتح صفحة جديدة، فيما يقدّم بالمقابل التّخوين والتّهديد والرّفض. وبعدها يدفع بالدّولة إلى التّسوّل باسم الجنوب، متناسيًا أنّ أحدًا لن يمنح لبنان قرشًا في ظل حرب مفتوحة.

الحقيقة الموجعة

القول بأنّ “وينيي الدّولة” هو سؤال بريء، خداع للذّات. إنّها مقولة لتبرئة المذنب وتضليل الضحيّة. الدّولة تُستحضر عندما تُناسب مصالح الثّنائي، وتُغيَّب حين لا تخدمه. ولعلّ أكثر ما يؤلم هو رؤية الجنوبيّين والبقاعيّين وأهل الضاحية يصرخون طلبًا للحق، بينما من أوصلهم إلى الخراب يتحدث باسمهم.

لا إعمار في زمن الحرب

الواقع البسيط أنّ لبنان في حالة حرب. وطالما الحرب قائمة، فلا مال ولا أمان ولا إعمار. كل ما يمكن للدّولة أن تقدّمه هو فتات، لا يسمن ولا يغني من جوع. الأخطر من ذلك أنّ ما يُخشى اليوم ليس فقط ضياع الأرزاق، بل ضياع الأرض نفسها. والمصارحة هنا واجب وطنيّ، لأنّ الصّديق الحقيقي هو من يقول الحقيقة، لا من يبيع الأوهام.

Share

مواضيع مشابهة

01.11.2025

أيّها الموت… كن وطنياً!


Read more
01.11.2025

لوركا سبيتي تهاجم “الآباء الشعراء”: مجرمون… تركونا أيتاماً


Read more
31.10.2025

بين “الميغاسنتر” و”الكيو آر كود”: عبقرية الفشل الانتخابي في لبنان


Read more
‎© 2025 الدولة | جميع الحقوق محفوظة | مدعوم بحرية التعبير