ADAWLAADAWLAADAWLAADAWLA
  • الرئيسية
  • خاصّ – الدّولة
  • مَحلّي
  • عربي-دولي
  • Podcast
✕

الغُبار الأصفر إذ يطرُد أهل النّبطية… والفرح

28.10.2025
Categories
  • خاصّ - الدّولة
Tags
  • الجنوب
  • النبطية
  • لبنان

عاصفة غبار أصفر عصفت بالمدينة، أغلقت المسرح والسّينما وأقفلت أبواب الفرح..
لا عودة قبل زوال العاصفة.

هي شبه مدينة… أو ربّما قرية غير مكتملة. مجموعة من الأحياء والأزقّة المتداخلة، مكان هجين على الخريطة بلا هوية واضحة. مبانيها خليط عجيب من تراث الفقراء الّذي يتكئ على “قناطر بيوت البوكات”، وتاريخها مزيج من العلماء والتّجار والإقطاعيين والفلّاحين. لا تشبه شيئًا، ولا شيء يشبهها.
كانت جميلة فقط لأنّني أحببتها، ولا أعرف كيف أحبّها، فكل تفاصيلها تزعجني وتخنقني.

بداية الغبار
أغلب النّاس فيها يشبهونها تمامًا، بكل غرابتهم وتناقضهم. عشت بينهم زمنًا طويلاً، واعتقدت أنّني واحدةٌ منهم. لكنّني كنت مختلفة… جدًا.
كنت أراقب بقلبٍ مقهور عاصفة الغبار الأصفر النّاعم وهي تعصف بالمكان. تغلق المسرح والسّينما وكل مساحة للانفتاح، وتُقنع الجميع أنّ الفرح خطيئة، وأننا هنا فقط لنبكي.

حين صار الفرح خطيئة
كل يوم كانت الحياة تصبحُ أصعب، وكان شعوري بالاختلاف يكبر، ليتحوّل من مجرّد إحساسٍ داخلي إلى هوّةٍ عميقة تفصلني عنهم.
صرتُ في نظرهم نقيض بكائهم، أنا الحرّة، وهم المربوطون بحبالٍ من رقابهم.
صرت المرآة التي تعكس هزيمتهم، وهم المنتصرون زيفًا.

زمن المسوخ
الحرب أسقطت كل شيء وكشفت هشاشتهم. لكنّهم لم يواجهوا الحقيقة، بل شوّهوا أنفسهم.
زيف الانتصار لوّث أخلاقهم، فتحوّلوا إلى مسوخ بشريّة مقرفة. كلماتهم نابية، ألسنتهم سامة، وأفعالهم بلا حدودٍ للشّر، كأنّهم مسعورون.

نقيض البكاء
كانوا عاجزين عن تعويض ما أصابهم، وممنوعٌ عليهم حتى الغضب، لأنهم “المنتصرون”. فأصبحت أنا الهدف. أرادوا أن يقتصّوا منّي، لأنّ وجودي يذكّرهم بما فقدوه.

اللّعنة الصفراء
تركت المكان، وأقسمت ألّا أنظر خلفي.
لن أعود قبل أن تزول لعنة الغبار الأصفر.

Share

مواضيع مشابهة

02.11.2025

العودة والإعمار: الجنوبيّون يسابقون الزّمن وحسابات السّياسة


Read more
01.11.2025

أيّها الموت… كن وطنياً!


Read more
01.11.2025

لوركا سبيتي تهاجم “الآباء الشعراء”: مجرمون… تركونا أيتاماً


Read more
‎© 2025 الدولة | جميع الحقوق محفوظة | مدعوم بحرية التعبير