أبناء السيّد حسن: بين الأحلام… والإنقاذ

حسين وهبي
أطلّ جواد نصرالله، نجل السيّد حسن نصرالله، في مقابلة تلفزيونيّة ليروي رؤيا مناميّة قال فيها إنّ والده ظهر له، وطلب منه أن يدعو لتمرّ ستّون يومًا على خير، وليُستشهد من يُستشهد، ثمّ هو “عائد ليدير كلّ شيء”.
وأضاف جواد أنّه يروي المنام رغم إدراكه أنّ هناك من سيقول إنّ السيّد لم يُستشهد، مشيرًا إلى أنّ “قول والده في المنام يعني أنّه عائد من الموقع الّذي هو فيه عند الله، لأنّ أهل الله هؤلاء يمنحهم الله قدرات للتسلّط على هذا العالم من عالمهم”.
قبل ذلك، كان شقيقه محمّد مهدي قد بشّر الناس بخبر سعيد يقترب، فاشتعلت التّكهنات حول مصير والدهما، قبل أن يعود ويقول: “لا نقبل استغلال مشاعر الناس الطيّبة”. ومن ثم ظهر في فيديو جديد يعلن فيه إصدار كتيّب تحت عنوان “ذكرياتي مع أبي”.
أسئلة في الدّين والتّشيّع
لكن هنا تُطرح أسئلة جوهريّة:
* هل من المقبول دينيًا وفي المذهب الشيّعي، أن تتحوّل المنامات إلى رسائل موجّهة للرأي العام؟ وأن يقدّمها العاملون في السياسة باعتبارها جزءاً من اليقين الدّيني؟
* ما حدود العلاقة بين “أهل العلم” في العقيدة الشيعيّة وبين التّأثير في هذا العالم من عالم الغيب؟
* أليس من واجب المرجعيات الدينيّة أن توضّح للناس الفارق بين الإيمان بالغيب وبين صناعة أوهامٍ تربط الجماعة بانتظارات إلهية لا يوجد دليل ديني على وجودها؟
هل نحتاج لأحلام أم لمشروع؟
النّاس، الّذين عاشوا عقودًا في أسر الحروب والإستشهاد والدمار، يتطلّعون اليوم إلى مخلّص على هذه الأرض، يقودهم إلى الحرّيّة والإزدهار. فهل تُسعفهم الأحلام والرؤى؟ أم أنّها بحاجة إلى مشروع واقعي، ينهض بالعلم والطب والهندسة والزّراعة والإقتصاد والتّكنولوجيا، بدل إغراقهم أكثر في دائرة انتصارات غيبيّة؟




