أحمد الشرع طمأن لبنان والشيعة: ماذا عنا؟

نقل الرئيس السوري أحمد الشرع النقاش اللبناني – السوري برمته من دفة إلى دفة، ومن عقلية سياسية متجذرة، إلى ما يشبه الانقلاب التاريخي على سياسات ظلت لصيقة بأي نظام سوري وليد، حتى بدا أن لبنان لا يعدو كونه محافظة سورية جديدة، أو امتدادًا طبيعيًا لريف دمشق.
عمر الأموي
أكثر من يبعث على التفاؤل في كلام الشرع هو استناده الى لغة جديدة في مخاطبة الجار المذعور، والقول بكل صراحة إن الجرح المفتوح مع لبنان قد تم ختمه، وأن الدم المسال والحقد المنهمر بين السوريين وحزب الله صار ماضيًا مضى، ما يعنى صراحة أن عصرًا جديدًا قد بدأ، وأن القيادة الممسكة ببلاد الأمويين لحظت على نحو دقيق مرارة أزلية لا بد من معالجتها وحسمها بشكل لا يقبل الشك أو التأويل.
هذه المواقف لا بد أن تصب في سياقها الطبيعي لدى غالبية اللبنانيين، لا سيما أولئك الذين طالما دعوا إلى قيام أحلاف الأقليات في لبنان وفي سوريا وفي المنطقة، استنادًا إلى خوفهم المديد من الأكثرية السنية التي تتوزع في كل أرجاء المحيط، وقد بدا واضحًا خلال السنوات المنصرمة أن التحالف بين الموارنة والشيعة في لبنان بقيادة الرئيس ميشال عون والسيد حسن نصر الله، هو الامتداد الطبيعي للتحالف بين العلويين والأقليات في سوريا، وهذا كله هو عنوان التحالف الكبير بين هؤلاء من جهة، وبين إيران من جهة أخرى.
اليوم، وبصدور هذا الموقف الشجاع، أعاد أحمد الشرع الأمور إلى نصابها الطبيعي، وقال بكل وضوح إن لبنان هو لبنان وسوريا هي سوريا، وأن كليهما لا بد أن يكون حريصًا على قيام دولة وطنية وطبيعية تحترم المواطن وكرامته، وتقيم أفضل العلاقات مع المحيط والعالم، بعيدًا من لغة الثأر والانتقام والاستحواذ والسيطرة، وهذا بحد ذاته انتصارًا للدولتين والشعبين.
حان الوقت لمصالحة تاريخية بين لبنان وسوريا، وبين شيعة لبنان وسنة سوريا، فهل من عاقل يسعى إلى تحقيق ذلك؟ أم أن القرار سيبقى في يد طهران الحريصة على أسوأ العلاقات بين البلدين والمذهبين؟