أسامة سعد يُغضب “الحزب”: سلاحكم مذهبي

حسين وهبي – خاصّ “الدّولة”
إنسحب وفد الحزب مساء أمس الثّلاثاء من مهرجان أقامه التّنظيم الشّعبي النّاصري في ساحة الشّهداء في صيدا بمناسبة ذكرى انطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللّبنانيّة (جمول).
إنسحاب وفد الحزب أتى بعدما شن سعد هجومًا على حزب الله من دون أن يسمّيه، معتبرًا أنّ المقاومة كانت وطنيّة حتى جاء من أعطاها طابعًا طائفيًّا ومذهبيًّا.
“سلاح المهدي”
إنسحاب وفد الحزب يطرح سؤالًا جوهريًا.
لماذا لا يتقبّل حزب اللّه موقف القوى الوطنيّة في الحديث عن سلاحه؟
ألم يكن أمينه العام الراحل السّيّد حسن نصرالله من اعترف وعلى الملأ أنّ سلاحه إيراني وتمويله إيراني ومرجعيته الوحيدة هي ولاية الفقيه؟
ألم يعلن مسؤولوه وعلى الملأ أنّ هذا السّلاح ليس ملكهم بل هو سلاح الإمام المهدي المنتظر؟
لماذا لا يتقّبل الحزب موقف من لا يريد سلاحًا فئويًا للدّفاع عن لبنان ويطالب به سلاحًا وطنيًا لبنانيًّا بيد الجيش اللّبناني وحده لا شريك له في الدّفاع عن كل شبر من أرض الوطن، وروح كل شخصٍ يسكن فوق ترابه مهما كانت طائفته أو مذهبه أو دينه أو حتى ملحدًا.
لا نكتب نكأً للجراح، لكن من استهدف المقاومة الوطنيّة معروف، ومن عمل على إقصاء قادة القوى الوطنيّة سياسيًا وجسديًا أيضًا معروف.
وكان الهدف حصر العمل المقاوم بيد حزب اللّه لتكون المقاومة حكرًا على طائفة دون أخرى.
راعيكم يستجدي التّفاوض
ماذا تريدون من أسامة سعد اليوم؟
أن يشكركم على الإقصاء؟
أن يقدّم لكم التّحيّة على إدخال الوطن بحرب تفوق قدرته ومقوّماته، وتفوق قدرتكم ومقوّماتكم ومقوّمات راعيكم، الّذي لا ينفكّ يستجدي التّفاوض من أجل الحفاظ على نظامه؟
قد لا يكون السّبب الرئيس وراء انسحاب وفد حزب اللّه هو الإتهام بمذهبة العمل المقاوم بقدر ما هو سحب الغطاء السّنّي عنه. وهو الغطاء الّذي كان يتغنّى به دائمًا وكان يستخدمه في مواجهة خصومه الدّاخليّين عندما يطالبونه بالعودة إلى الشّرعيّة.




