بهيّة الحريري تتمرّد… وتبحث عن تمايزها السّياسي
كاتب متخصص بشؤون الإسلام السياسي
سامر زريق
في السّنوات الأخيرة شاع في الأوساط السّياسيّة أنّ السّعودية تقف على مسافة واحدة من مختلف القيادات السّنيّة. غير أنّ زيارات الأمير يزيد بن فرحان إلى بيروت أظهرت حرص المملكة على تشجيع النُّخَب السّنيّة على استعادة حضورها في الحياة الوطنيّة، والانخراط في مشروع الدّولة بعيداً عن الإنكفاء والإنعزال. وترافق ذلك مع التزام سعودي واضح بالبروتوكول واللّياقات الدّبلوماسيّة، وهو ما تجلّى في احتفالات اليوم الوطني الّتي استقطبت حضوراً واسعاً من مختلف المكوّنات اللّبنانيّة.
أما اللّقاءات الّتي أجراها الأمير في بيروت، فقد عكست انفتاحاً سعودياً على طيفٍ واسعٍ من الشّخصيّات السّياسيّة والنّيّابيّة، من رئيس الحكومة نوّاف سلام الذي يحظى بتقدير المملكة، وصولاً إلى نوابٍ وشخصيّات وفاعليّات من مشارب مختلفة، في إطار دعم كل ما يعزّز مشروع الدّولة واحترام الدّستور وآليات العمل الديمقراطي.
في المقابل، كان لافتاً أنّ النّائبة السّابقة بهيّة الحريري قرَّرت كسرَ صمتها الطّويل، فتمرَّدت على حالة الجمود الّتي تلفّ “الحريريّة السّياسيّة”، وسارعت إلى تسريب خبر حسم قرارها بالتّرشح للإنتخابات المقبلة عبر موقعٍ صيداويّ مقرّب منها. وقد حرصت على تقديم ترشُّحها كامتدادٍ لبيتٍ سياسيٍّ صيداويٍّ خاصّ، مستقل عن قرار سعد الحريري المنتظر بخصوص خوض الانتخابات أو عدمه.
وتزامن إعلانها مع مشاركتها في احتفال اليوم الوطني السّعودي في بيروت، في رسالةٍ واضحةٍ بأنّها تختار لنفسها مساراً سياسياً فردياً، يبحث عن الاستمرارية والتَّمايُز، بعيداً عن الأطرِ التّقليدية الّتي حكمت تجربة تيّار المستقبل في السّنوات الماضية.
