“سلام” ترامب: إنهاء 3000 عام من الحروب.. أم نوبل؟

ما الذي دفع ترامب ونتنياهو وحماس إلى اتفاق إنهاء الحرب؟ وهل حلم “نوبل للسلام” بات ينهي الحروب؟ كما يفترض به أن يفعل؟
حسين وهبي
“سوف ننهي حربًا استمرت 3000 عام”، هذا ما قاله الرئيس الأميركي دونالد ترامب عقب رد حماس الإيجابي على خطّته بشأن غزّة.
ترامب قال إننا “قريبون” من اتفاق سلام في غزة، وإنّه سيسعى جاهدًا لإتمامه خلال الأيام القليلة المقبلة.
ترامب: سنُنهي كارثة استمرت 3000 عام!
كتب ترامب على منصّة “تروث سوشال” الّتي يملكها: “عندما تؤكّد حماس قبولها، سيدخل وقف إطلاق النّار حيز التّنفيذ فورًا. وسيبدأ تبادل الأسرى والمعتقلين، وسنهيئ الظروف للمرحلة التّالية من الإنسحاب. والّتي ستقرّبنا من نهاية هذه الكارثة الّتي استمرت 3000 عام. تابعونا!”.
ترامب يهدّد المشرفين على نوبل
يعرف الجميع أنّ كل تركيز ترامب ينصبّ حاليًا على نيله جائزة نوبل للسّلام. وهذا ما تُظهره تصريحاته منذ بداية ولايته الثّانية حتّى الآن.
فهو يكرّر في تصريحاته مفردة “السّلام”، وأنّه أنهى “7 حروبٍ” وأنّه “يستحقّ” الجائزة.
وفي آخر تصريحٍ لافتٍ له، وضع المشرفين على الجائزة بمواجهة الولايات المتّحدة الأميركيّة. إذ اعتبر عدم حصوله على جائزة نوبل للسّلام إهانة كبيرة لبلاده. وإنّه لا يريد الجائزة لنفسه بل لبلاده.
وإصرار ترامب على إعلان حماس ردّها قبل يوم الأحد سببه جائزة نوبل. ففي شهر أكتوبر من كل عام يتمّ تحديد الفائزين بالجائزة. ويتم تسليم الجوائز في حفل رسمي يقام في العاشر من ديسمبر، وهو يوم ذكرى وفاة مؤسّس الجائزة ألفريد نوبل.
مصلحة نتنياهو
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو من رشّح ترامب للحصول على الجائزة.
لذلك وبعد نقاش مستفيض مع ترامب وافق مرغمًا على الخطّة، معتمدًا في نهاية المطاف على رفض حماس لها.
لكنّ حماس ردّت بشكلٍ إيجابي على الخطّة، وهذا ما شكّل مفاجأة لنتنياهو، وكذلك تلقّف ترامب الإجابي لرد “الحركة” شكل صدمةً أكبر له.
مصلحة حماس بالموافقة
حماس تعلم علم اليقين أنّ إسرائيل لا أمان لها، ولا يمكن أن تلتزم بأي اتفاق يُبرم. وأكبر دليل على ذلك ما حصل في جنوب لبنان، والأراضي الّتي قضمتها واحتلّتها بعد الإتفاق الّذي تمّ التّوصل إليه.
لكنّ مصلحة حماس بالموافقة هي لإعطاء النّاس في غزّة فرصةً لتنفّس الصّعداء وبعضًا من الوقت للملمة جراحها.
وحتى لعناصرها ومقاتليها كي يأخذوا قسطًا من الرّاحة واستعادةُ بعضٍ من الطّاقة تحضيرًا لجولةٍ جديدة من الإشتباكات.
الحرب لم تنتهِ
الحرب لم تنتهِ وكل ما في الأمر هو استراحة اتفقت عليها كلّ الأطراف بناءً على مصلحة كلّ طرفٍ منهم.




