ADAWLAADAWLAADAWLAADAWLA
  • الرئيسية
  • خاصّ – الدّولة
  • مَحلّي
  • عربي-دولي
  • آخِر خَبَر
  • Podcast
✕

فتنة إعلام الحزب… ضدّ إرث السيّد فضل الله

31.08.2025
Categories
  • خاصّ - الدّولة
Tags
  • الحزب
  • الشيخ بدر الدين حسون
  • الشيخ عزّ الدين بغدادي
  • حزب الله
  • سوريا
  • لبنان

في هذه المرحلة الحرجة التي يمرّ بها لبنان، وشيعة لبنان بشكل خاص، انفجرت فجأة فتنة خطيرة بسبب قناة “المنار” التي بثّت تسجيلاً عن المرحوم جعفر مرتضى العاملي، وأشارت فيه إلى تصدّيه للاتجاهات المنحرفة، والمقصود بها المرجع السيد محمد حسين فضل الله (رحمه الله).

الشيخ عزّ الدين بغدادي*

 

شكّل هذا الأمر صدمة كبيرة، لا سيما عندما يصدر من فضائية يُفترض أنّها تملك حسًّا إعلاميًّا وتقديرًا لخطورة المرحلة. لكنّها أثارت من جديد ما تعرّض له العلّامة السيد فضل الله، تلك الشخصية الإسلامية المحترمة التي كان لها دور كبير في حركة الإصلاح الديني، فضلًا عن مواقفه السياسية المشرّفة.

لقد أعاد هذا الحدث تسليط الضوء على خطأ جسيم ارتكبه الخطّ الولائي، حين وقف ضدّ فضل الله (رحمه الله) من جهة، ودعم من جهة أخرى المرحوم العاملي. ولم يكن ذلك مجرّد قراءة خاطئة، بل خطأ ترتّبت عليه نتائج خطيرة.

فضل الله: الأب الروحي المُهمَل

كان السيد فضل الله الأب الروحي للمقاومة، وقد تعرّض لمحاولة اغتيال في حارة حريك من قِبَل جهات معادية معروفة. إلا أنّ الإخوة –للأسف– تخلّوا عنه وعن خطابه، واستبدلوه بتنظيرات جعفر مرتضى العاملي وحسين الكوراني وغيرهما.

كان فضل الله الضمان الحقيقي بخطابه ورؤيته للحفاظ على “إسلامية” الحركة، لا على “شيعيتها” الضيّقة. وهو ما كان يمثّل أهميّة استراتيجية تمّ التخلّي عنها لصالح مجموعة من المنظّرين الذين لا يملّون من الحديث عن “السقيفة” و”كسر الضلع”، أو الذين يشكّكون في معنى الوطنية وقيمتها، ويسخرون منها ويدّعون أنّها تتناقض مع الدين!

ثلاثية السيّد فضل الله المفقودة

اعتمد خطاب فضل الله على ثلاث نقاط أساسية:

1. الإيمان بالمقاومة.

2. الإيمان بالوحدة الإسلامية.

3. عقلنة الخطاب الديني.

لكنّ الجماعات الولائية –حتى في العراق– دعمت ولا تزال تدعم شخصيات دينية وإعلامية مثيرة للجدل والفتنة، أشخاصًا لا يجمعون الكلمة بل يفرّقونها، ويؤجّجون الأحقاد الطائفية. هؤلاء يتسيّدون الإعلام، وتتسابق عليهم الفضائيات، فيما يُفرض طوق إعلامي خانق على دعاة الوحدة والعقلانية والخطاب الوطني الإسلامي، فلا يُسمع لهم صوت ولا يُسمح لهم بالتعبير عن رؤيتهم.

بين خطاب الإقناع وخطاب الإثارة

كان خطاب فضل الله خطاب إقناع، أمّا خطاب العاملي فكان خطاب إثارة وتنفير، فضلًا عن الإشكاليات العلمية والمنهجية التي لا تُحصى في كتبه.

والكارثة أنّ هذه الكتب لاقت احتفاءً واسعًا في إيران ولبنان، حتى غدت نقطة التقاء بين تيارين متناقضين:

* تيار ولائي يُفترض أنّه متحرّر سياسيًا وفكريًا ويحمل شعار المقاومة.

* وتيار خرافي يروّج لمقولات طائفية وينسب إليه كثير من المواقف السياسية المشبوهة.

خسائر لبنان وسوريا

لا تنسجم التضحيات التي قدّمها هذا الخط مع تبنّيه لأفكار المرحوم العاملي ومنهجه. وهنا تُروى حادثة مفصليّة: إذ حضر الشيخ بدر الدين حسون مؤتمرًا للتقريب في إيران، وأُهدي له كتاب جعفر مرتضى الشهير “الصحيح من سيرة النبي الأعظم”. لكنّه حين عاد إلى دمشق واطّلع على الكتاب، استشاط غضبًا لما وجده من مضامين تتناقض جذريًا مع فكرة ومنهج التقريب. فاتّصل معاتبًا بشدّة على دعم مثل هذا الطرح.

لقد خسرنا كثيرًا، لا سيما في لبنان وسوريا، بسبب هذا الخطاب المشحون بالغرور والطائفية. والأخطر أنّنا ما زلنا عاجزين عن إدراك حجم الخلل الخطير الكامن فيه، والذي قاد إلى ما قاد إليه من انقسام وفتن. علينا أن نتعلّم من أخطائنا، فليس كل خطأ يمكن استدراكه أو علاجه. والله المستعان.

*عزّ الدين بغدادي: شيخ شيعي من النجف الأشرف.

Share

مواضيع مشابهة

31.08.2025

أحمد الحريري بين السياسة والصحافة الفنية


Read more
30.08.2025

أورتاغوس وباراك في “غابة” الممانعة : Animalistic


Read more
28.08.2025

خلاف بين رجّي وسلام ألغى زيارة الوفد السوري


Read more
‎© 2025 الدولة | جميع الحقوق محفوظة | مدعوم بحرية التعبير