ADAWLAADAWLAADAWLAADAWLA
  • الرئيسية
  • خاصّ – الدّولة
  • مَحلّي
  • عربي-دولي
  • Podcast
✕

من يريد الحرب أكثر: الحزب.. أم إسرائيل؟

29.10.2025
Categories
  • خاصّ - الدّولة
Tags
  • إسرائيل
  • الحرب
  • الحزب
  • حزب الله
  • لبنان
فراس حميّة

كاتب لبناني متخصّص في الشؤون الثقافية والاجتماعية

الحرب القادمة… احتمال أم حتمية؟

في المقاهي، وفي الشوارع، وعلى وسائل التواصل، يتردّد السؤال نفسه في لبنان: هل هناك حرب؟ سؤال يعكس قلقًا جماعيًا من مستقبل غامض على اللبنانيين. والإجابة، تكاد تكون واضحة: نعم، لا مفرّ من جولة حربية جديدة بين حزب الله وإسرائيل. فالحزب كما يبدو من خطابه وسلوكه، لا يعيش مرحلة تجنّب المواجهة، بل مرحلة التحضير لها.

تعرّض الحزب لضربات قاسية طالت قياداته وبناه التحتية، بينما تمركزت إسرائيل داخل أراضٍ لبنانية بشكل دائم، وواصلت تنفيذ اغتيالات وقصف محدود متقطّع، من دون ردّ فعلي يوازي حجم الخسارة. هذه الوقائع جعلت من خيار الحرب بالنسبة للحزب ضرورة وجودية.

الحرب أهون الشرّين!

من زاويته، يرى الحزب أن حصر السلاح يعني الانتحار. فالسلاح بالنسبة إليه ليس تفصيلاً تكتيكيًا، بل هو الركيزة التي يقوم عليها دوره السياسي والعقائدي، فصار أمام خيارين: إمّا الخضوع لشروط الداخل والخارج، أو إشعال حرب جديدة تُعيد إليه زمام المبادرة، وتلغي نتائج اتفاق الهزيمة عام 2024 بما أدّى إليه من نتائج كارثية على الحزب ولبنان عمومًا.

في منطق حزب الله، الحرب أهون الشرّين: هي أقل كلفة من حالة المراوحة والاستنزاف التي يعيشها، وأقل كلفة كذلك من حصر السلاح. فالحزب يذهب إلى الحرب بوصفها مدخلًا لإعادة “إنتاج شروط تفاوضية جديدة”. يريد عبرها أن يبدّل ميزان القوى على الأرض حتى يفرض وقائع ميدانية تتيح له التفاوض من موقع قوّة، لا من موقع المهزوم. لذلك، كل المؤشرات تدلّ على أنّ ما يجري اليوم من إعادة تموضع عسكري، وتحديث للترسانة الصاروخية والطائرات المسيرة، وتجديد لخطاب القوة، يدخل ضمن استراتيجية متكاملة هدفها تحضير الأرض للمعركة المقبلة.

تحضيرات لوجستية

ورغم أن إسرائيل بدورها تُدرك هذا الإيقاع وتراقب التطورات، فإنّ الطرفين يتحرّكان ضمن هامش زمني دقيق؛ لا يريد أيّ منهما الظهور كمبادرٍ أول للحرب، لكنّ الواقع يقول إنّ الحزب هو من سيُطلق شرارتها، ربما، حين تكتمل التحضيرات “اللوجستية”، وحين تصبح الحرب، حاجة سياسية لا عسكرية فحسب، فالحرب إنما هي متابعة للسياسة بوسائل أخرى.

ما هي ساعة الصفر؟

هي اكتمال التحضيرات اللوجستية التي يقوم بها حزب الله لإعداد العدّة وترميم نفسه من جديد. وقد أشارت إسرائيل إلى حصول الحزب على المال والسلاح آخرها تهريب الصواريخ عبر سوريا. في المقابل، تروج قيادات الحزب بروباغندا تقول إنّه أصبح أقوى من ذي قبل!

نصر على أنقاض البشر والحجر!

غير أنّ كل حرب، مهما كانت دوافعها، تحمل معها مخاطر لا يمكن التنبؤ بها. والمخاطر هنا مضاعفة. فالحزب يدرك أنّ أي مواجهة شاملة قد تدمّر ما تبقّى من البنية التحتية اللبنانية، وقد تُحدث شرخًا داخليًا جديدًا في مجتمع أنهكته الأزمات الاقتصادية والسياسية والطائفية. كما يعلم أنّ إسرائيل تسعى إلى تحويل أيّ اشتباك إلى فرصة لتصفية الحساب نهائيًا مع قوته العسكرية. ومع ذلك، يبدو الحزب مستعدًا لتحمّل الكلفة، بالبشر والحجر، لأنه يرى أن سقوطه بلا قتال يعني نهاية مشروعه بكامله.

في المقابل، اللبنانيون العاديون يقفون أمام هذا المشهد بذهول وقلق. فهم يعرفون أن الحرب ليست قرارًا وطنيًا جامعًا، بل قرار فئة ترى في نفسها وصيّة على البلاد. ومع كلّ جولة قتال، تتكرّر المأساة نفسها: المدنيون يدفعون الثمن، والخراب يعمّ، ثم يُقال إنّ النصر تحقق لأنّ الحزب “صمد”.

فإذا كانت الحرب القادمة أهون الشرّين بالنسبة إلى الحزب، فإنّها بالنسبة إلى لبنان قد تكون الشرّ الكامل. إذ لا أحد يستطيع أن يضمن أن “ساعة الصفر” التي ينتظرها الحزب لن تكون في الوقت نفسه ساعة النهاية لدولة تُستنزف منذ عقود بين انتصارات الآخرين وهزائمها هي.

 

إقرأ أيضاً: بلادٌ بلا روح: يرنّ المنبّه.. لا أحد يستيقظ

Share

مواضيع مشابهة

01.11.2025

أيّها الموت… كن وطنياً!


Read more
01.11.2025

لوركا سبيتي تهاجم “الآباء الشعراء”: مجرمون… تركونا أيتاماً


Read more
31.10.2025

بين “الميغاسنتر” و”الكيو آر كود”: عبقرية الفشل الانتخابي في لبنان


Read more
‎© 2025 الدولة | جميع الحقوق محفوظة | مدعوم بحرية التعبير