هل تخسر “Whish Money” الجمهور الشيعي؟

خاصّ “الدولة”
قرار شركة Whish Money إقفال حساب عضو مجلس بلدية راميا، حسين صالح، استنادًا إلى التعميم رقم 170 الصادر عن مصرف لبنان، أثار غضباً واسعاً في الأوساط الشيعية، خصوصاً أنّ صالح يُعدّ من أبرز الناشطين في جمع التبرعات لترميم منازل الأهالي العائدين إلى القرى الحدودية بعد العدوان الإسرائيلي، قبل موسم الشتاء.
بديل سابق للشيعة؟
الشركة التي بدأت قبل سنوات كبديل شبه رسمي للمصارف التقليدية في الضاحية الجنوبية والجنوب والبقاع، بعدما انقطعت خدمات البنوك عن هذه المناطق، قدّمت نفسها كجسرٍ ماليّ “موثوق” يخاطب البيئة الشيعية ويؤمّن تحويل الأموال من الداخل والخارج بسهولة، حتى صارت رمزاً لما سُمّي يومها بـ”الاقتصاد الموازي” بعد الانهيار المصرفي.
لكنّ قرارها الأخير بإقفال حساب ناشط محلّي معروف بولائه الاجتماعي للبيئة الشيعية، دون مبرّر واضح، يطرح سؤالاً كبيراً: هل بدأت الشركة تتحوّل من “حليف” لتلك البيئة إلى خصمٍ ماليّ وسياسيّ محتمل؟
استكمال الحصار؟
مصادر محلية في الجنوب رأت أنّ الخطوة ليست معزولة عن تشدّد مصرف لبنان في مراقبة التحويلات والتعاملات في المناطق الحدودية، فيما يعتبر آخرون أنّ الشركة تبالغ في تطبيق التعليمات وتُغضب جمهورها الأساسي الذي شكّل لها قاعدة انتشارها الأولى.
في الأوساط الشعبية، يتردّد أنّ “Whish” خسرت ميزتها الأهم: الثقة. فبدلاً من أن تبقى المنصّة الأقرب إلى الناس الذين أُغلقت أبواب المصارف في وجوههم، صارت تُغلق حساباتهم باسم “الامتثال”. وهكذا، من يدّعي تمكين الشيعة مالياً، قد يجد نفسه اليوم في مواجهة جمهورهم.
هل تتدارك الشركة الموقف، أم أنّ “Whish Money” بدأت فعلاً تخسر جمهورها الشيعي الذي صنع نجاحها؟




