ADAWLAADAWLAADAWLAADAWLA
  • الرئيسية
  • خاصّ – الدّولة
  • مَحلّي
  • عربي-دولي
  • Podcast
✕

وهمُ المحور: اعتراف بالهزيمة أو طريق الخروج منها

18.10.2025
Categories
  • خاصّ - الدّولة
Tags
    مراسل

    لم أصدق يومًا ما كان يقوله محور المقاومة، ولم تنطوِ عليّ تلك الخطابات الرنانة الفارغة التي لم تُخاطب العقل، بل غرائز الناس وعواطفهم، واللعب عليها كيفما اتّسعَتْ يد القيادة: يمينًا وشمالًا، بحسب ما ترتئيه.

    علي أحمد بركات

    أكبر هذه الشعارات — وهي محور المحور — كان «تحرير فلسطين» و«الصلاة في القدس»، والادعاء أن إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت، وأنها بحاجة إلى «دفشة صغيرة» لتُسقِطَ في البحر، وأنها قابلة للتدمير في سبع دقائق.

    بين الشعارات والواقع
    لم تكن المسألة ذات حاجةٍ إلى جهدٍ كبيرٍ لاكتشاف عدم واقعية هذه الشعارات. كيف يعقل أن تكون طائفة، هي جزء من طوائف كثيرة في بلدٍ صغيرٍ كاللبنان، قادرةً على تحرير فلسطين؟ كان ذلك مستحيلًا حتى في الحلم. كنتم تَعيشون في وهمٍ، وصالحتموه، ووهمتم الناس إلى أن صارت حياتنا كلها أوهامًا.

    عندما كنتم في قمة مجدكم، وكنا ننتقد تلك الشعارات حفاظًا على المقاومة وربما خوفًا عليها — أكثر منكم أحيانًا — كنتم تستهزئون بنا، وتعتبرون من يخالفكم أغبياء وجهلة. ليتبيّن فيما بعد العكس؛ وأظهرت الأحداث أن كثيرًا من رهاناتكم كانت خاطئة.

    تبعات العُجْب والتمادي في القرار
    دفعنا وما نزال ندفع ثمن عنجهيتكم، وشوفة حالكم، وتكبركم، واعتقادكم بأنكم فوق كل اعتبار ومنزهون عن الخطأ. تبين أن كثيرًا مما راهنتم عليه كان خاطئًا: من الذهاب إلى سوريا تحت حجج واهية، إلى التباهي بولاية الفقيه في مناسباتٍ غير مناسبة، إلى خوض «حرب الإسناد» التي أثبتت عدم جدارتكم بتحمّل تلك المسؤولية.

    غاب عنكم ما يعرفه أي طفل في الوطن العربي: أن من يريد قتال إسرائيل، بطبيعته، يقاتل أيضًا أميركا والدول الأوروبية وبقية العالم الذي ساند إنشاء هذا الكيان لأهدافٍ معلومة. هذه الدول لن تتخلى عنه مهما حصل، حتى ولو أدى ذلك إلى دمار العالم.

    المحاسبة بما يحررنا — ليست انتقامًا للأشخاص
    لن نخرج من هذه الحالة إلا بالاعتراف بتلك الأخطاء وبالهزيمة التي نعيشها اليوم، وبمحاسبة تلك المرحلة بكل ما فيها من أخطاء وتراكمات وشعارات وهفوات، التي هي، لوفرتها، لا تُحصى. لست أدعو إلى محاسبة الأشخاص الآن — لأننا ما زلنا بعيدين عن بيئة ثقافية تسمح بذلك — بل إلى محاسبة المرحلة نفسها: مراجعة السياسات، تصحيح الرؤى، وإقرار حقائق الواقع.

    مدخلات عملية للخروج من حلقة الأوهام
    أما الإصرار على نفس النهج والأسلوب فسيقودنا حتمًا إلى نفس النتيجة: ضياع أكبر، تخبطٍ أكثر، وهزائم جديدة.

    Share

    مواضيع مشابهة

    02.11.2025

    العودة والإعمار: الجنوبيّون يسابقون الزّمن وحسابات السّياسة


    Read more
    01.11.2025

    أيّها الموت… كن وطنياً!


    Read more
    01.11.2025

    لوركا سبيتي تهاجم “الآباء الشعراء”: مجرمون… تركونا أيتاماً


    Read more
    ‎© 2025 الدولة | جميع الحقوق محفوظة | مدعوم بحرية التعبير