يحيى جابر يهدي “الموريكس دور” لأهل الجنوب: صار وقت نرتاح

هذه كلمة الكاتب والمسرحي يحيى جابر بعد فوز مسرحيته “مجدرة حمرا” بجائزة “الموريكس دور”:
شكراً للموريكس دور، وللجنة التحكيمية.
أنجو… شكراً لسحرك وتعبك. وعدتيني ووفيتي، ووعدتك ووفيت.
أنجو، ألف مبروك للمسرح اللبناني فوزه بك.
بدي قول شكراً لغادة. غادة يا غادة، يا رفيقة الدرب، يا بنت شبعا. خشبتك كانت دوماً خلاصي.
كل نصر… كل نصر بلا شريك هزيمة.
تتذكري يا غادة؟ بعد عشرين سنة حب تجوّزنا.
يا شريكتي، اليوم عيد زواجنا التاني.
ولأنها “مجدرة حمرا” وجنوبية، بترجع إلها التحية والجائزة لأصحابها… لأهلها… لنساء جبل عامل.
هيدي المسرحية بحكاياتها وأصلها اللهجة الجنوبية.
اللهجة الحلوة بروحها، والفرحة والمرحة.
لهجتنا الجنوبية باقية… بنبرتها، بصوتها، بهمسها، بدمعتها، بحصرتها، بقوتها، وقسوتها.
اللهجة الجنوبية باقية… وبتنده بحلاوة روحها:
“بحقلنا نعيش بسلام وأمان بالخيام، بنت جبيل، الرميش، عين قِبِل، مرجعيون، النبطية، جزين، صيدا وصور”.
جبل عامل طول عمره مرفوع الراس.
وإيداه رح تضل مشبوكة بجبل الباروك، ومشنغلة بجبل صنين،
لجبل لبنان… لكل لبنان.
اللهجة الجنوبية كانت ورح تبقى، مع كل اللهجات اللبنانية، مربوطين بصوت واحد:
“لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه وبناته المتنوعين والمختلفين”.
بهدي هيدي المسرحية لأمهاتنا يلي بعدن ناطرين يرجعوا على بيوتهن.
ويلي ناطرين يرجعوا ولادهن من أسرهم.
ويلي ناطرين يلاقوا ويلملموا أشلاء ولادن.
كنا… وكانوا.
كانوا تراب وصاروا تراب، هني وعم يدافعوا عن حبّات التراب.
شئنا أم أبينا، هول ولادنا… وولاد ولادنا… ليبقوا ولادنا وبناتنا.
بس صار وقت يرتاحوا، متل كل العالم.
الجنوب… جنوبنا كلنا.
والدولة… دولتنا كلنا.
الحروب مع بعضنا مش هوايتنا، ولا مهنتنا.
صار وقت السلام مع بعضنا.
نتصالح… نتصافح… ونتسامح.
ونسلم على بعضنا، تراب مع تراب، لنتمسك بتراب بعضنا…
لتبقى إلنا شوية أرض.
أرضك يا لبنان… إلنا كلنا.
يعني كلنا.




