عجيبة عربية: شعور الهزيمة… نيايةً عن الآخرين

حسين العوَضي – نقلا عن فيسبوك
صحيح أن للعرب تاريخًا طويلًا من الخيبات والهزائم، لكن أن يتطور شعور الهزيمة إلى ظاهرة مَرَضية مقلقة، هي الشعور بالهزيمة نيابةً عن الآخرين… فهذا ما لم أتوقعه.
يشعر كثير من العرب اليوم بمرارة الهزيمة نيابةً عن إيران، وكأنها هزيمة عربية خالصة. وحتى لو كان السبب هو وجود عدو مشترك، فإن إيران نفسها لم تكن أقل عداوةً للدول العربية والمجتمعات العربية من هذا العدو.
قبل يومين، كتب باسم يوسف منشورًا أغضب جمهوره، يتألم فيه من مرارة الهزيمة مرة أخرى… لا يعنيني غضب جمهور باسم بقدر ما يهمني إحساسه بالهزيمة “بالإنابة”!
عندما تعثّر العملاق الروسي وسقطت هيبته، وتحولت أراضيه إلى ساحة للعمليات العسكرية لجاره الصغير، أوكرانيا، عانى بعض العرب من نفس الشعور بالهزيمة بالإنابة.
نحن نبحث عمّن ينتصر نيابةً عنا، فإذا انهزم ذرفنا دموع الهزيمة، ولطمنا أنفسنا نيابةً عنه.
قبل فترة، لاحظت أننا، نحن العرب، نكره أمريكا نيابةً عن اليابان بسبب قنبلة هيروشيما، بينما اليابانيون أنفسهم قد تجاوزوا الأمر، وحسب استطلاعات الرأي، يعتبر اليابانيون أن أمريكا من أقرب الدول إليهم، والنموذج الذي يرغبون في العيش فيه.
تجرّع مرارة الهزيمة نيابةً عن الآخرين، والكراهية نيابةً عنهم، (وغصبا عنهم أيضاً).
أعرف أن غالبية الإيرانيين سيكونون سعداء بإضعاف نظام الملالي أو بإسقاطه، لكن كثيرًا من العرب جاهزون للبكاء على النظام نيابةً عنهم، وجاهزون اكثر لكراهية كل إيراني يحلم بسقوط النظام الذي دمر طاقات بلد عظيم وخلّاق وحوله إلى خرابةٍ مسلحة ومستنقع لطميات وخرافات .