مصر على خطّ بيروت: زيارة عاجلة لحماية لبنان من عاصفة أيلول

تستعدّ القاهرة في الساعات المقبلة لإيفاد وفد سياسي – أمني رفيع إلى بيروت، في محاولة لتدارك الانزلاق نحو الحرب التي تتجمع غيومها على أطراف أيلول فوق لبنان. وتكشف مصادر ديبلوماسية أنّ هذه الزيارة الطارئة تأتي في إطار جهد مصري متعدّد المسارات، يرمي إلى حماية لبنان من تداعيات الانفجار الإقليمي، وإعادة وصل ما انقطع بين العواصم المؤثرة.
ثلاثة ملفات على الطاولة
لا تنحصر المبادرة المصرية بلبنان وحده، بل تتحرّك القاهرة في *ثلاثة مسارات متوازية*:
1. غزة:
قدّمت مصر بالتعاون مع قطر عرضاً متكاملاً لحلّ الأزمة الراهنة. يقضي العرض بتسليم نصف الجثامين ونصف الأسرى الأحياء الإسرائيليين، مقابل إطلاق سراح مجموعة من الأسرى الفلسطينيين، مع انسحاب إسرائيلي من بعض مناطق القطاع، ووقف العمليات العسكرية لمدة ستين يوماً. وقد رحّبت واشنطن بالطرح، لكنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لا يزال يعرقل تنفيذه.
2. إيران:
خطوة غير مسبوقة تمثّلت في عرض القاهرة أن تكون وسيطاً بين *طهران ووكالة الطاقة الذرية الدولية* لكسر حالة الجمود. هذا المسعى المصري يقوم على تقريب المسافات، وقد وجدت إيران في الدور المصري مقاربة جدّية ورحّبت بالانخراط فيه، على عكس الكثير من المبادرات الأوروبية التي اصطدمت بجدران الشكوك المتبادلة.
3. لبنان:
الملف الأكثر استعجالاً، حيث ترى مصر أنّ اندلاع مواجهة لبنانية – إسرائيلية سيعيد المنطقة كلّها إلى الفوضى. لذا تتحرك القاهرة تحت عنوان “حماية الدولة اللبنانية” ودعم الجيش ومؤسسات الشرعية في مواجهة الانهيار المحتمل. زيارة الوفد المصري المرتقبة إلى بيروت تهدف إلى تعزيز القرار اللبناني الأخير بحصر السلاح بيد الدولة، ومنع انزلاق الجنوب إلى حرب استنزاف جديدة.
رهان على الانفراج
بهذا التحرك، تضع مصر نفسها في قلب التوازنات الإقليمية، وتعيد تظهير دورها كضامن ووسيط موثوق في لحظة شديدة التعقيد. ثلاثة مسارات – *غزة، إيران، لبنان* – تشكّل خطوط النار في الإقليم، وتسعى القاهرة إلى تحويلها خطوط تهدئة. والرهان أنّ تُحدث هذه المبادرة *انفراجة حقيقية*، ولو جزئية، تفتح الطريق أمام مرحلة سياسية جديدة تمنع سقوط لبنان في عين العاصفة.




