إيران: “مشيةُ العار”… في مؤخّرة “الشّرق”

ليست صدفةً أن يظهر الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، في خلفية الصّورة إلى جانب حلفائه قادة الشرق، شي جينبينغ وفلاديمير بوتين وكيم جونغ أون في المقدِّمة. الصّورة ليست مجرّد خطأ في ترتيبٍ بروتوكولي، في دولة تعتبر الصّرامة في التّنظيم أمرًا مقدّسًا كالصّلاة.
د. خالد الحاج
منذ حرب الـ 12 يومًا مع إسرائيل، تسوّق طهران خطابًا مكرّرًا عن “الإنتصار الإلهي” و”ردع العدو”، لكنها عاجزة عن إخفاء حقيقة أنَّ نتائجَ الميدان والسّياسة الدّولية تُظهر خسارةً استراتيجيةً فادحةً، لدولةٍ رفعت شعارَ محو اسرائيل في 7 دقائق ونصف الدقيقة. ليَسقط دفاعها ومعظم قادتها العسكريين و١٤ عالمًا نوويًا بأقل من 7 دقائق. لكنّ الأكثر إيلامًا لإيران أنَّ حلفاءها أنفسُهم يدركون هذه الحقيقة، ويتعاملون معها كدولة مُنهكة تحتاج إلى الحماية لا كشريكٍ نِدّي.
علمُ السياسةِ يقدّم لنا مدخلًا لفهم هذه الحالة، الباحثة التركية آيشه زاراكول تشرح في كتابها After Defeat كيف أنّ الدّول التي تخسر الحروب تُصاب بما تسميه “وصمة الهزيمة”. هذه الوصمة تلتصق بها حتى لو أنكرت، وتؤثر في نظرة الآخرين لها، وفي طريقة تعاملها مع ذاتها.
تصرّ ايران أمام شعبها وجمهور أذرعها من لبنان الى اليمن والعراق على النّصر، لكنّها تركض اليوم خلف الصّين لتحميها، بعدما تبيّن أنّ الصّناعة العسكرية الإيرانيّة الدّفاعية فاشلة.
حتى النّظريات الواقعيّة في العلاقات الدولية، مثل أطروحة جون ميرشايمر في The Tragedy of Great Power Politics، تفسِّرُ هذا بوضوح: الدّول الأضعف تجد نفسها مضطرّة للإنضواء خلف الأقوى، وإيران سقطت من مفهوم الدّولة القائد الى الدّولة التابعة.
من هنا تأتي دلالة الصورة: بزشكيان في الخلف ليس خطأً بروتوكوليًا، بل انعكاس لمكانة إيران الواقعيّة أمام حلفائها.
إنّها الدّولة التي تعيش الوصمة، ترفض الإعتراف بها، لكنّها تقبل موضوعيًا أن تتوارى خلف حلفائها.




