الأكراد استقبلوا بارّاك بالإشتباكات؟

رصد “الدّولة”
لماذا اندلعت اشتباكات بين الأكراد والجيش السّوري عقب لقاء المبعوث الأميركي توم بارّاك وقائد “قسد” مظلوم عبدي؟
إستقبل الأكراد توم بارّاك بالنّار في حلب.
وقعت إشتباكات عنيفة ليلًا بين الجيش السّوري وقوّات سوريا الدّيمقراطيّة “قسد” التّابعة للأكراد. وذلك في محيط حيي الشّيخ مقصود والأشرفيّة بمدينة حلب. الإشتباكات أسفرت عن وقوع عددٍ من القتلى والجرحى.
لقاء بارّاك – عبدي
أعلن بعد ظهر أمس، المبعوث الأميركي إلى سوريا، توم بارّاك عبر حسابه على منصّة “إكس”، أنّه زار شمال سوريا، حيث التقى قائد قوّات سوريا الديموقراطيّة، مظلوم عبدي.
بارّاك قال في تغريدته إنّه أجرى محادثات جوهريّة مع عبدي. وأضاف: هذا دفعٌ كبير إلى الأمام لرؤية الرّئيس الاميركي دونالد ترامب الّتي تهدف لمنح سوريا فرصة، عبر تمكين السّوريّين من الإتحاد في جهد متجدّد من أجل السّلام والتّعاون والإزدهار.
ردّ على رسالة بارّاك؟
ما هو سرّ توقيت الإشتباكات بعد زيارة بارّاك؟ وما هي الرّسالة الّتي نقلها المبعوث الأميركي لعبدي والّتي قد تكون السّبب الحقيقي وراء اندلاع الإشتباكات؟ خصوصًا وأنّ بارّاك شدّد في تغريدته على وحدة السّوريّين. فهل أزعج هذا الأمر الأكراد الّذين يرغبون بالحصول على حكمٍ ذاتي في الشّمال السّوري؟
ما دفع بهم إلى التّعبير عن استيائهم من رسالة بارّاك عبر الإشتباك مع الجيش السّوري.
وهل ردّ الأكراد المدعومون من واشنطن بطريقة غير مباشرة على رسالة مبعوثها؟
ماذا حدث؟
وكالة الأنباء السّوريّة نقلت عن مصدر عسكري قوله إنّ الإشتباكات وقعت بعد إرسال “قسد” عناصر بلباس مدني لمهاجمة حواجز قوى الأمن بالعصي والحجارة في محيط حي الأشرفيّة في حلب.
وذكر المصدر أنّ هدف الهجوم كان إشغال العناصر قبل أن تتسلّل عناصر مسلّحة من “قسد” لمهاجمة الموقع.
نفقٌ يخرق مواقع الجيش السّوري
وكشف المصدر أنّ السّبب المباشر للهجوم الّذي نفّذته “قسد”، كان اكتشاف الجيش في وقت سابق اليوم(أمس)، لنفقٍ لقوات قسد يربط مراكزهم بنقطة خلف مواقع الجيش والأمن بمحيط حي الأشرفية. وقد قام الجيش بتفجيره.
“قسد” تنفي
“قسد” اتهمت قوّأت الأمن السّوريّة بأنها حاولت الدّخول إلى حيين يسيطر عليهما الأكراد في حلب بالدبابات.
ونفت الاتهامات الموجهة لعناصرها باستهداف نقاط تفتيش، مشيرةً إلى أنّها لا تملك قوّات في حيي الأشرفية والشيخ مقصود.
وقف النّار
في وقتٍ لاحق من ليل أمس، ذكرت وكالة الأنباء السّوريّة أنّ الجيش السّوري وقسد توصّلا لاتفاقٍ لوقف إطلاق النّار.
الجيش ينتشر على جبهات “قسد”
وكانت وزارة الدّفاع السّوريّة قد أعلنت أمس أنّ الجيش السّوري أعاد الإنتشار على طول العديد من الجبهات التّابعة لـ”قسد”.
الدّفاع السوريّة أكّدت في بيانها أنّ هذه الخطوة ليست تمهيدًا لعملٍ عسكري، بل هي لمنع هجمات “قسد” المتكرّرة واستهدافها الجيش والأهالي، والمحاولات الّتي تقوم بها للسّيطرة على نقاطٍ جديدة على الأرض.
لبنان والإشتباك
إذا كانت الأطراف السّوريّة الّتي تحظى كلّها بدعمٍ أميركي، وتعمل تحت رعايةٍ أميركيّة، أكانت قوى الدّولة المركزيّة في دمشق، أم قوّات سوريا الدّيمقراطيّة في الشمال الّتي تحلم بالإستقلال والحكم الذّاتي، تخوض اشتباكات عنيفة توقع قتلى وجرحى. كيف سيكون الحال في لبنان في حال تصاعد التّوتّر أكثر في ظلّ صراع المحاور والإنقسام الحاصل حول السّلاح ومفهوم الدّولة.
وهل سيكون لبنان بمنأى عن أي تقسيمٍ قد يحصل في سوريا خصوصًا مع ما يدور في الكواليس وبعض ما ظهر في العلن عن مخطّطات لتقسيم سوريا لأربع دول كرديّة، وعلويّة ودرزيّة وسنيّة. وفي ظل المشروع الإسرائيلي السّاعي إلى إسرائيل الكبرى وتفتيت الدّول المحيطة إلى كونتنات قوميّة متناحرة؟




